قصيدة الفرزدق في مدح
الإمام علي ابن الحسين زين العابدين
كان هشام بن عبد الملك في الحج برفقة حاشيته وحراسه وعلية القوم من أهل الشام ،
و كان معهم الشاعر الفرزدق و
في تلك السنة كان البيت الحرام مكتظاً بالحجاج ، ولم
يفسح لهشام المجال للطواف فجلب له متكأ يتكئ عليه في انتظار أن يخف الزحام ، وعندما قدم الإمام علي
ابن الحسين زين
العابدين انشقت له صفوف الناس
حتى أدرك الحجر الأسود فأثار المشهد حفيظة هشام بن عبد الملك ولما سأله أحد مرافقيه من أهل
الشام عن هوية ذلك الشخص الذي يبجله الناس كل هذا التبجيل أنكر هشام معرفته به خشية أن ينبهر به أهل الشام مع أنه كان
يعرفه جيدا ،فلم يتمالك الشاعر الفرزدق من كتم
تبجيله واحترامه العميقين للإمام علي
ابن الحسين فقام أمام هشام بن عبد الملك مرتجلاً
هذه القصيدة التي أصبحت من أحسن ما قيل في المدح :
يا سائلي أيـــن حل الجود والكرم عــنـــدي بـــــيان إذا طــــلابه قدموا
هذا الذي تعـــرف البطحاء وطأته والبــيت
يعــرفه والحــل والحـــــرم
هــذا ابــن خــــير عــباد الله كلهـــــــــــــــــم هــــذا
التــــقي النــقي الطاهر العلم
هــــذا الـــذي أحمد المختار
والده صلى عــــليه
إلهـــي ما جرى القلم
لو يعــلم الركن من قد جاء يلثمه لخر يلثــــم منــــه مـوطــئ الـــــقدم
هــــذا عــــلي رســــول الله
والــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــده أمســــت
بــــنور هــداه تهتدي الأمم
هــــذا الــــذي عـمه الطيار
جعفــــــــــــــــر والمقــــتــــول حــمزة ليث حبه قسم
هــــذا ابـن سيدة النسوان
فاطمة وابــــن
الــوصي الذي في سيفه نقم
إذا رأتــــه قــــريش قــــال
قائلهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا إلــــى مكــــارم هــــذا ينــتهي
الكرم
يكــــاد يمســــكه عـــرفان
راحتـــــــــــــــــــــــــــــــه ركــــن
الحــــطيم إذا ما جـاء يستلم
وليــــس قـــولك من هذا بضائــــــــــــــــــره العرب
تعــــرف مـــن أنكرت والعجم
ينمي إلى ذروة العز التي قصـــــرت عــــن
نيلها عــــرب الإسلام والعجم
يغـضي حياء ويُغضى من مهابته فمــا
يكــــلم إلا حــــين يــــبــــتســــم
ينجاب نور الدجى عن نور غرته كـالشمس
ينجاب عن إشراقها الظلم
بكــــفه خــــيزران ريحــــه
عــبــــــــــــــــــــــــــــــــــــق مــــن
كــــف أروع في عرنينه شمم
مــــا قــــال لا قــــط إلا في تشهــــــــــــــده لــــولا التــــشهد كــــانت لاؤه نــــعم
مشتــــقة مــــن رســول الله نبعته طــــابت
عــــناصره والخــيم والشيم
حــــمال أثــــقال أقـــوام إذا فدحوا حــــلو الشمــــائل تحــــلو عـنده نعم
إن قــــال قـــال بما يهوى جميعهم وإن تكــــلم يــــوما زانــــه
الــــكـلم
هــــذا ابــن فاطمة إن كنت جاهله بجــــده أنبــــياء الله قــــد
خــــتــموا
الله فضــــله قــــدما
وشــــرفــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه جــــرى
بــــذاك لــــه في لوحه القلم
مــــن جــــده دان فضل الأنبياء له وفــــضل أمــــتــه دانــــت
لهـا الأمم
عــــم البــرية بالإحسان وانقشعت عــــنها العــــماية والإملاق والظلم
كلتــــا يديــــه غــــياث عـم
نفعهمــــــــــــــــــــا يستو
كفــــان ولا يعــــروهما عــــدم
سهــــل الخليـــقة لا تخشى بوادره
يزينــــه خصــــلتان الحــــلم والكرم
لا يخــــلف الوعــــد ميـمونا نقيبته رحــــب الفــــناء أريـــب حين يعترم
من معــــشر حبهم دين وبغـــضهم كفر وقــــربهم منجــــى ومعــــتصــم
يستدفــــع الســوء والبلوى بحبهم ويستزاد بــــه الإحــــسان والنعـــــم
مقــــدم بعــــد ذكــــر الله
ذكــــرهـــــــــــــــــم في كــــل فــــرض ومختــوم به الكلم
إن عــــد أهــل التقى كانوا
أئمتهم أو قيـل من خير أهل الأرض قيل هم
لا يستــــطيع جــــواد بعـــد غايتهم ولا يــــدانيهم قــــوم وإن كــــرمـــوا
هــــم الغــــيوث إذا ما أزمة أزمت
والأسد أسد الشـرى والبأس محتدم
يأبــــى لهـــم أن يحل الذم ساحتهم خــــيم كــــريم وأيــــد
بالنــدى هضم
لا يقـــبض العسر بسطا من أكفهم سيــــان ذلك إن أثـــروا وإن عدموا
إن القبائل ليســــت فــــي
رقـــابهـــــــــــــــم لأوليــــة
هــــذا أو لــــه نــــعــــــــم
من يعــــرف الله يعــــرف أوليـــــــــــــــة ذا فالدين مــــن بــــيت هـذا ناله الأمم
بــــيوتهم فـــي قريش يستضاء بهــــــــــــا فـي النائبات وعند الحكم إن حكموا
فجــــده مــــن قـــريش في
أرومتهـــــــا محــــمد وعــــلــــي بعــــده عــــلـم
بــــدر لــــه شاهد والشعب من أحد والخندقــــان ويـوم الفتح قد علموا
وخيــــبر وحنــــين يشــــهدان
لــــه وفي قريظــــة يــــوم صيــــلم
قـــتم
مواطــــن قــــد عــــلت في كل نائبة عـــلى الصحابة لم أكتم كما كتموا