رصد الفنية والثقافية: فيلم بلبل حيران مقارنة بين السيناريو والفيلم

الاثنين، 8 يونيو 2015

فيلم بلبل حيران مقارنة بين السيناريو والفيلم

يتضمن الفيلم عيبا سرديا ، سنحاول مشاهدة الفيلم واكتشاف هذا العيب السردي وتحديد من المسؤول عنه هل كاتب السيناريو أم المخرج ، وإذا كنت تريد تعلم تقنيات النقد الفني ،  أنصحك أولا بمشاهدة الفيلم ومحاولة اكتشاف الخطأ ثم إقرأ بعد ذلك التحليل المصاحب للفيلم .      

               




   سنقوم في هذه الدراسة بالمقارنة بين السيناريو باعتباره سردا خطيا والفيلم باعتباره سردا مصورا ، وسنحاول الوقوف على مكامن الخلل في العلاقة بينهما  وعلى معرفة من يستطيع التحكم أكثر في مجريات الأحداث ، كاتب السيناريو أو مخرج الفيلم ، وسنعتمد في هذه المقارنة على السيناريو الخطي لفيلم بلبل حيران والفيلم المصور ؛ السيناريو لخالد دياب ، والإخراج لخالد مرعي  
    يعتمد الحكي في فيلم بلبل حيران على الاسترجاع الزمني ( الفلاش باك flash back    ) حيث يتعرض البطل  نبيل ( أحمد حلمي )  لحادثة يدخل على إثرها للمستشفى  ثم يبدأ بعد ذلك  يحكي  للدكتورة أمل ( إيمي سمير غانم ) ما وقع له قبل الدخول إلى المستشفى .
   وعندما نكون أمام سرد يعتمد على الاسترجاع الزمني فهذا يعني أن الأحداث التي سنشاهدها ستكون من خلال عين داخل / حكائية ـ أي عين الشخصية التي تقوم بعملية الاسترجاع ـ وهذا يطرح دائما على هذه العين (الشخصية الحكائية ) تقديم مبرر مقنع عن كيفية تعرفها على كل حدث من أحداث الحكاية التي تسردها .
   وبالمقارنة بين السيناريو والفيلم نلاحظ وجود مشاهد قد حذفت وأخرى قد أضيفت تبعا لرؤية المخرج الفنية التي قد لاتوافق أحيانا رؤية السيناريست ، ومن المشاهد المحذوفة ، بعض المشاهد لعلي وهو في علاقات مع فتيات وكل فتاة لها عيوبها التي تجعلها لاتحصل على ميزة الفتاة الكاملة بالنسبة إليه .
   مشاهد مضافة لدواع كوميدية مثل مشهد اختيار العطر من محل الهدايا رفقة هالة ( شيري عادل) .
   مشاهد منقولة مثل مشهد سقوط علي بالمظلة من الطائرة حيث نجده في السيناريو مع عناوين المقدمة وفي الفيلم نجده في المشاهد الأخيرة .
   تغييرات في أحداث القصة حيث نجد في الفيلم أن هناك علاقة صداقة بين الدكتورة أمل وهالة وأن هذه الاخيرة قد حكت لها قصتها مع علي مما يجعل أمل تحاول الانتقام منه  لما فعله في صديقتها ، لكنها تتعاطف معه في الأخير عندما تسمع حكايته .
  وكل هذه الإضافات أو المحذوفات ليس لها تأثير على الفيلم  ، لكن من يشاهد الفيلم سيطرح سؤالا هو كيف عرف علي باتفاق هالة وياسمين ( زينة ) عليه  عندما كان يحكي حكايته للدكتورة أمل خصوصا أن آخر اتصال بينه وبينهما ( اعتمادا على السرد الفيلمي ) هو لحظة السقوط من الطائرة .
   إن التغييرات التي قام بها المخرج كانت موفقة في بعض الأحيان ، لكن تغييرات أخرى كانت كارثية وهي التي طرحت هذا التناقض أثناء سرد القصة من قبل بطل الفيلم ، فهو يقول في إحدى المشاهد من الفيلم ـ وهو يحكي لأمل ـ ( كل اللي فات حمادة واللي جاي حمادة ثاني ) ، وهو يقصد هنا اتفاق الفتاتين عليه بعد معرفتهما بأنه قام بخطبتهما هما الاثنين في نفس الوقت ، لكنه كيف عرف ذلك ؟ الحكي الفيلمي لايقدم لنا جوابا .
   لكن عندما نعود إلى السيناريو نجد هذا المشهد الذي تم حذفه أو تغييره أثناء التصوير .

المشهد 96 / نهار / داخلي
                                            عنبر المستشفى
نرى علي  ( نبيل في الفيلم ) متجبس كله كما رأيناه أول مرة ... علي يفتح عينيه ليرى الدنيا تدور ويرى الصورة منغمشة حتى تثبت لنرى ياسمين واقفة
ياسمين بضيق
                                   بأه بتعرفني أنا وهالة في نفس الوقت وبتقارن بينا
علي
أنا آسف ياسمين .. أنا غلطان حقك علي .. سامحيني .. أنا بحبك
ياسمين
إنت مبتحبش حد ..
علي
لاما تسبينيش يا ياسمين لا يا ياسمين
 الدنيا تدور بعلي لتصبح الصورة مظلمة ثم تضيء مرة أخرى ليرى أمامه هالة بدلا من ياسمين
هالة بعتب
بأه بتعرفني أنا وهالة في نفس الوقت وبتقارن بينا !!!
علي
أنا متأسف ياهالة ... أرجوك سامحيني ... أنا بحبك
هالة
إنت مابتحبش حد ...
الدنيا تظلم بعلي ثم تنور لنرى ياسمين بجوار هالة ونرى ابتسامة انتصار في عين هالة وياسمين
ياسمين بسخرية
عايز اثنين في واحد .. عايز تضربنا في الخلاط !!
هالة بسخرية
وتطلع منا واحد ميكس فيه كل حاجة إنت بتحبها
ياسمين
إنت ماتستهلش حتى نبص في وشك
هالة
دي مجيتنا هنا خسارة فيك
هالة وياسمين يتوجهان ليغادران
علي
يا ياسمين يا هالة متسيبونيش
هالة وياسمين يخرجان
   إن حذف هذا المشهد هو السبب في العيب السردي الذي وقع فيه مخرج الفيلم وهو يقوم بتحريك السراد داخل الحكي الفيلمي

لتحميل أو قراءة الكتاب اضغط الرابظ


                                                                اضغط  هنا 


سيناريو فيلم بلبل حيران اضغط هنا
       

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق