يقول تزفتان تودوروف Tzvetan Todorov : « يُطْرَح مشكل تقديم الزمن داخل الحكي بسبب الاختلاف بين زمانية الحكاية وزمانية
الخطاب . فزمن الخطاب هو ، بمعنى من المعاني ، زمن خطي ، في حين أن زمن الحكاية هو
زمن متعدد الأبعاد ، ففي الحكاية يمكن لأحداث متعددة أن تجري في نفس الوقت ، لكن
الخطاب مجبر على وضعها بشكل متتابع ، كمحاولة إسقاط شكل هندسي معقد على خط مستقيم »
.
نحن إذن أمام مجموعة من المصطلحات : حكي Récit ، حكاية Histoire، خطاب Discours . وزمانية الحكاية Temporalité de L’histoire ، وزمانية الخطاب Temporalité du Discours ، زمن خطي Temps linéaire ، زمن متعدد الأبعاد Temps pluridimensionnel .
الحكاية هي كل حدث أو مجموعة أحداث تضمنت ما يجعل منها مادة صالحة لأن
نرويها للآخرين ، أي مادة صالحة للحكي .
الحكي هو الطريقة التي نقدم بها هذه الحكاية بشكل منظم يمكن المتلقي من فهم
أحداثها .
الخطاب هو الشكل الذي نختاره لتقديم هذا الحكي .
لشرح هذا الكلام وبشكل مبسط سنأخذ هذا الفيديو
1) لماذا اعتبرنا هذا المقطع حكاية ؟ لأنه تضمن حدثا جعل منه مادة صالحة للحكي ، فأحداث المباراة تستغرق أكثر من 90 دقيقة لكن مايُستحق أن يحكى هو الأجداث المهمة داخل المباراة ( الأهداف ، الفرص الضائعة ...) .
2) المخرج الذي ينقل المباراة ينظم الأحداث المتعددة التي تقع في نفس الوقت حسب أهمية كل حدث ، فهو وهو يقوم بعملية الحكي مجبر على القيام بهذا التنظيم .
ــ حدث اتجاه الكرة نحو المرمى .
ــ حدث المدرب وكرسي الاحتياط وهم يتابعون الكرة
الحدثان يقعان في نفس الوقت لكن اكراهات الحكي تجبر الراوي على اتباع هذا التنظيم ، أو هذه الخطية في عرض الأحداث ، فهو يعرض حدث تسجيل الهدف ، وبعد ذلك يعرض حدث تفاعل كرسي الاحتياط ، فالراوي هنا ( المخرج) مجبر على احترام رغبات الجمهور ولن يقبل منه أي أحد في لحظة نقله للمباراة أن يرينا حدث تسجيل الهدف من خلال تفاعل كرسي الاحتياط ، لكن إذا كان هذا الحدث مقطع في فيلم سينمائي فيمكن للمخرج أن يتلاعب بالأحداث كيفما يشاء .
إذن هذا هو المقصود بالعلاقة بين زمنية الحكاية وزمنية الخطاب ، فهذا الأخير يفرض على الراوي ترتيب هذه الأحداث المتعددة وعرضها وفق نظام محدد .
هذه الأحداث تتخذ في الواقع بعدا متشابكا وفي الخطاب شكلا منظما ، وهذا هو المقصود بإسقاط شكل هندسي معقد على خط مستقيم.
لتحميل مؤلف موضوع السيناريو
دراسة تحليلية لمشهد السيناريو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق