رصد الفنية والثقافية: كتابة السيناريو ـ الجزء 1 ـ فكرة القصة

الاثنين، 12 أكتوبر 2015

كتابة السيناريو ـ الجزء 1 ـ فكرة القصة


    ينصح المختصون بإتباع مجموعة من الخطوات الإجـرائية أثناء كتابة السيناريو ، لأن الكتابة السينمائية  ـ حسب فال ـ ليست فنا إبداعيا فقط ولكنها أيضا حرفة ولمعرفة كيفية كتابة سيناريو يجب على القارئ أن يكتسب معرفة بالحرفة ، ويرى بأنه إذا كان لا يُمكن تدريس الفن فإن التقنية أقل تجريدا ويمكن إيصالها من شخص لآخر، كما يرى أنه بدلا من الكتابة عشوائيا يجب أن نتمسك بالمنهج الذي نطور به القصة .
 فـكـرة الـقـصـة
    قد تكون القصة إنتاجا خالصا لكاتب السيناريو ، أو مقتبسة من عمل روائي أو مسرحي ، أو مقتبسة عن قصة واقعية مأخوذة من مقال صحفي أو رواية شفوية لأحد الأشخاص ، وفي هذه الحالة ـ أي الاقتباس ـ يرى ( هيرمان ) بأن كاتب السيناريو يحصل على فكرة الـقصة والمـلخص والـحبكة وتطور الشخصية ، ويكون عمله مجرد إعداد 2
                                                              
    أما ( فيلد ) فيعتبر أن :«  اقتباس السيناريو من رواية أو كتاب أو مسرحية أو مقالة هو أشبه بكتابة سيناريو أصلي » ، بمعنى آخر :« الرواية هي الرواية والمسرحية هي المسرحية والسيناريو هو السيناريو ، إن اقتباس سيناريو عن كتاب يعني تغيير الثاني (الكتاب) إلى الأول ( السيناريو) ، وليس مطابقة أحدهما للآخر ، إنهما ليستا رواية ومسرحية معـدتان لتكونا فيلمين سينمائيين ، بل هما شكلان مختلفان» 3.       
     إن السيناريو المقتبس عن شكل سردي آخر غير مطالب بالالتزام الحرفي والانضباط التام لصيرورة الأحداث والوقائع كما وردت في العمل الأصلي لأن متطلبات السرد الفيلمي تحتم الخضوع لضوابط سردية مخالفة ، وهكذا يمكن أن نزيل اللبس النابع :« من فكرة تبعية السينما السردية للنماذج الروائية والمسرحية ، لأنها فكرة تستند على سوء فهم مضاعف :                            
أ ـ إنه فهم يقصي فكرة كون السينما ذات طبيعة مميزة ، ذات خصوصية ولا ينبغي خلطها بلغات وأشكال أجنبية .                                                                                               
ب ـ إنه أيضا فهم ينسى كون السينما قد أنشأت أدواتها الخاصة وأشكالها وهي تحاول أن تحكي قصة وتجعلها مدركة من طرف المتفرج . من هنا تكون الرواية أو المسرحية أو الفيلم أشكالا متباينة ومختلفة للحكي ، لكل شكل شروطه وأدواته وطبيعة تبنينه ، قد تكون هناك تقاطعات ولكن لا ينبغي أن نفهم على أنها استعارة أو اقتراض بين الأشكال ، فالممثل يوجد في المسرحية ويوجد في الفيلم ، ولكن تبنينه في المسرحية يختلف كلية عن تبنينه في الفيلم »4.                                                             
  والرأي نفسه نجده عند ( فرانسيس فانوي ) الذي يعتبر أن التصور الذي يرى أن على الفيلم المقتبس من رواية عليه أن يظل أمينا مخلصا للنص الروائي أمر عبثي ينم عن جهـل بشروط كل منهما 5.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 1ـ يوجين فال ـ فن كتابة السيناريو ـ ترجمة مصطفى محرم ـ ص ص ص  211 ـ 212  ـ 213  
 2 ـ لويس هيرمان ـالأسس العملية لكتابة السيناريو ـ  ترجمة مصطفى محرم ـ ص 24   
 3 ـ  سيدني فيلد ـالسيناريو ـ ترجمة سامي محمد ـ ص 159
 4 ـ السرد الفيلمي ـ عبد الرزاق الزاهير ـ ص ص 24 ـ 25 
 5 ـ                                                                            
                                                     Francis Vanoye _ Récit écrit Récit filmique



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق