رصد الفنية والثقافية: كتابة السيناريو : التشويق

الاثنين، 14 ديسمبر 2015

كتابة السيناريو : التشويق



       السيناريو هو شكل من أشكال الحكي ، وكل إنسان له القدرة على الحكي ، بل أكثر من ذلك الناس لا تستطيع أن تتوقف عن الحكي ، فنحن نمارس الحكي حين نحكي عن ما يقع لنا سواء في العمل أو في المنزل حين نحكي عن همومنا وعن مغامراتنا المختلفة ...
   لكن هناك حكي مشوق وحكي غير مشوق وتتحدد درجة التشويق من خلال درجة اهتمام المتلقي بما نحكيه سواء كان هذا المتلقي صديق يجلس بجانبك أو مجموعة أصدقاء أو مجموعة من الناس أو مجموعة من المتلقين المفترضين وهم أولئك الذين نخاطبهم من خلال وسيط .
   ونحن نربط التشويق بالحكي أساسا وليس بالحكاية ولابأس أن نذكر بالعناصر الثلاثة المكونة للخطاب الحكائي ( حكاية ، حكي ، شكل حكائي ) .
  الحكاية  : عنصر مجرد لابد لها من شكل توضع فيه و أحداثها تجري في الواقع أو ـ في واقعها الافتراضي ـ وفق خط زمني محدد هي وحدها من لها القدرة على تحديد مساره وترتيبه ( يمكن التعرف أكثر من خلال الموضوع التالي  : زمن الحكي وزمن الحكاية )
  الحكي  : هو الطريقة التي نرتب بها أحداث الحكاية لإضفاء عنصر التشويق والمتعة عليها فقد نخفي معلومات عن المتلقي أو أحداث رغبة في إثارة اهتمامه  ، إذن فنحن نتلاعب بالخط الزمني الأصلي للحكاية ونعيد ترتيبه وفق ما نراه ملائما لشد انتباه المتلقي .
  الشكل الحكائي : هو القالب الذي نضع فيه حكايتنا : رواية ، حكي شفوي ، سيناريو ... وكل قالب نختاره لكي نضع فيه حكايتنا نحن ملزمون بالخضوع لشروطه وقواعده التقنية .
  التشويق إذن مرتبط بالحكي لأنه العنصر الذي نتلاعب فيه بالسيرورة الزمنية لأحداث الحكاية ، وسنقدم هذا المثال البسيط عن حكاية الجريمة  ـ أي جريمة ـ فالأحداث تسير وفق الترتيب التالي : النية في ارتكاب الجريمة ، التخطيط ، التنفيذ ، اكتشاف الجريمة ، البحث عن المجرم ، الإيقاع به ... فالأحداث لا يمكنها أن تسير إلا وفق هذا الترتيب في واقع الحكاية ، لكن من خلال الحكي قد نبدأ باكتشاف الجريمة ثم البحث عن المجرم ... أو نبدأ بالإيقاع بالمجرم الذي يبدأ يحكي عن كيفية ارتكابه للجريمة .
  إذن علينا أن نقوم أولا بترتيب أحداث الحكاية ، ثم نختار ما الذي ينبغي أن نقدمه وما الذي ينبغي أن نؤخره لنمنح حكايتنا التشويق والمتعة . 

                                             كتاب موضوع السيناريو PDF



                                               للقراءة   اضغط هنا 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق