رصد الفنية والثقافية: أكتوبر 2015

الأحد، 18 أكتوبر 2015

كتابة السيناريو ـ الجزء 6 ـ سيناريو التصوير


    سيـنــاريـوالتـصويــر
     يحتوي سيناريو التصوير ـ حسب ( فال ) ـ على كل الأوصاف التقنية الضرورية للمخرج والمونتير  والمصور ومهندس المناظر ومدير الإنتاج ومؤلف الموسيقى ، ورغم احتمال اشتراك 
المخرج في مراحل التطور السابقة فإن سيناريو التصوير في الغالب هو مسؤوليته 1.                    
      و يرى (فيلد) أن الكاتب ليس مسؤولا عن الكتابة بـ ( زوايا الكاميرا ) وبمصطلح اللقطة التفصيلية يقول  : « ليس من مهمة الكاتب أن يخبر المخرج بـ (ما) يصوره و(كيف) يصوره فلو حددت للمخرج الكيفية التي ينبغي عليه أن يصور بها كل مشهد فإن المخرج سيرمي النص جانبا وهو معذور ؛ مهمة الكاتب أن يكتب نصا ومهمة المخرج أن يصنع فيلما من هذا النص ، أن يأخذ كلمات مكتوبة ويحولها إلى صور في فيلم ، وظيفة المصور أن ينير المشهد وينصب الكاميرا لتستوعب القصة سينمائيا » 2.
   ويضيف :« مر وقت في العشرينات والثلاثينات حينما كانت مهمة المخرج أن يوجه الممثـلين وكانت مهمة الكاتب أن يكتب بـ (زوايا الكاميرا) للمصور، لم يعد هذا صحيحا ، فهذه ليست مهمتك ، مهمتك أن تكتب نصا ، مشهدا إثر مشهد ولقطة فلقطة ، ما هي اللقطة ؟ اللقطة هي ما تراه الكاميرا. المشاهد مكونة من لقطات سواء أكانت لقطة واحدة أم سلسلة لقطات ، أما عدد اللقطات أو نوعها فـليس هذا مهما ، هناك لقطات كثيرة متنوعة بوسعـك أن تكتب مشهدا وصفيا على نحو« الشمس تشرق فوق الجبال »، قد يستخدم المخرج لقطة واحدة أو ثلاثا أو خمسا أو عشر لقطات مختلفة ليحصل بصريا على جو ( الشمس تشرق فوق الجبال) »

    ويتبنى (هيرمان) رأيا مخالفا حيث يرى بأن الكاتب المتمكن يستطيع أن يكتب توجيهات الكاميرا والأحداث والحوار بحيث يجبر المخرج على تصوير بالضبط ما أشار إليه كاتب السيناريو بالطريقة التي أشار بها ، وفي مجالات كثيرة يمكن أن يكون السيناريو المكتوب بحرفية ـ بالنسبة لجميع الاتجاهات والأغراض ـ سيناريو تم إخراجه قبل تنفيذه 4.
  ويرى بأن المخرج العادي قد يعتبر ذلك تعديا على حقوقه وتدخلا في كيفية تصوير فيلمه ، لكن وفي الوقت نفسه إذا حصل المخرج المتمكن على وضع للكاميرا لإخراج اللقطة بشكل متكامل فلن يرفض استخدامه ، لأنه يدرك أنه من المفروض بالنسبة للمتفرج أن المخرج هو المسؤول عن الإخراج النهائي وليس الكاتب ، كما يرى أن المخرج يستطيع عن طريق كاتب السيناريو الذي بمقدوره أن يبدع الرموز البصرية المناسبة والذي هو على علم بكل الأساليب الفنية لكتابة السيناريو ، أن يتسلم سيناريو تصوير بتوجيهات الكاميرا دون أن يبدي مقاومة اتِّباعِه 5 .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ يوجين فال ـ فن كتابة السيناريو ـ ص 225
2 ـ 3 ـ  سيدني فيلد ـ السيناريو ـ ص ص 172. 173. 174
4 ـ 5 ـ لويس هيرمان ـ الأسس العملية لكتابة السيناريو ـ ص ص 216. 217 
  
  

السبت، 17 أكتوبر 2015

كتابة السيناريو ـ الجزء 5 ـ السيناريو


  الـسـينـاريـو
    يقول ( فال ) :« يقوم السيناريو بإتمام  مهمة التعبير بلغة المشاهد . وإذا ما تم تطوير القصة بحرص حتى هذه النقطة فلن تنفصل كتابة السيناريو جذريا عن المراحل السابقة ، ولكنها تصبح مجرد بلورة نهائية للمادة » ؛ ويضيف :« يجب التأكد من أن كل المعلومات اللازمة لفهم القصة تتضمنها المشاهد ، ولذلك يجب أن تستخدم وسائل التعبيـر التي في متناول الفيلـم لكي توصل كل حقائق القـصة للمتفرج » 1
   ويسميه ( هيرمان ) (سيناريو المشهد الرئيس ) وهي المرحلة التي تسبق كتابة سيناريو التصوير، ويرى أنه لا يسمح غالبا للمؤلف بكتابة سيناريو التصوير إذ يسمح له فقط بكتابة سيناريو المشهد الرئيس الذي لا يتطلب كتابة اللقطات وزوايا الكاميرا وإنما تطوير المعالجة  ؛ يقول :« فبينما يشير في المعالجة فقط إلى الحديث بحوار معين فعندئذ في سيناريو المشهد الرئيس يكتب كل الحوار، وحيث إن المعالجة تقترح  فقط الحدث الذي سوف يدور بأسلوب أدبي يشير الكاتب إلى نفس الحدث ولكن في شكل سيناريو » 2.    
    ويقع السيناريو القياسي ـ حسب ( فيلد ) ـ في مائة وعشرين صفحة تقريبا أو ساعتين وتقاس كل صفحة بدقيقة ، ولا يهم إذا كان نصك حوارا أو حركة أو الاثنين معا :« القاعدة ثابتة ، صفحة من السيناريو تقابل دقيقة من الوقت على الشاشة » 3
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ يوجين فال ـ فن كتابة السيناريو ـ ترجمة مصطفى محرم ـ ص 222
2 ـ لويس هيرمان ـ الأسس العملية لكتابة السيناريو ـ ترجمة مصطفى محرم ـ ص 213 
3 ـ سيدني فيلد ـ السيناريو ـ ترجمة سامي محمد ـ ص 24


الجمعة، 16 أكتوبر 2015

كتابة السيناريو ـ الجزء 4 ـ المعالجة



المعــالـجــة
   يرى (فال ) بأن المعالجة تحكي القصة كاملة ولكن ليس في مشاهد متبلورة تماما ، ويمكن اعتبارها وصفا سرديا للسيناريو المقبل ، وهي تطوير للتخطيط وقد تحتوي على مشاهد أولية أو حوار كامل ، كما لا يوجد ـ بالنسبة إليه ـ طول محدد للمعالجة ، فقد تكون قصيرة في حوالي 30  صفحة أو تتجاوز 200 صفحة 1 .
   والمعالجة ـ حسب ( دويت سوان ) ـ  ملخص تفصيلي للحبكة من 15 إلى 45 صفحة تصاغ بأسلوب المضارع المفرد/ الغائب ، ويجب أن تقدم وصفا لكل شخصية مهمة في أول ظهور لها على ساحة الأحداث 2                                                                                                      
 ويعتبر(شيون) المعالجة وصفا تفصيليا لأحداث الفيلم مع حوارات تصاغ بأسلوب غير مباشر 3 .
 وبالنسبة لـ (هيرمان ) فهي قصة قصيرة طويلة تروى في الزمن المضارع ، وقد يختلف طولها من عشر صفحات إلى ما يقرب من مائة صفحة ، ويجب أن تتضمن فقط عناصر معينة من الحوار ، لا يتم معالجة كل الحوار بتوسع ولكن النقط الدرامية الهامة فقط التي تكفي للسير بالقصة وتوحي بالأسلوب الذي سوف يتم به تناول الحوار كله 4.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ يوجين فال ـ فن كتابة السيناريو ـ ص 216

 -2 ـ3 -Ecrire un scenario – Michel Chion – p 205                                                     
 4 ـ لويس هيرمان ـ الأسس العملية لكتابة السيناريو ـ ترجمة مصطفى محرم ـ ص 119
                                                                              

الخميس، 15 أكتوبر 2015

كتابة السيناريو ـ الجزء 3 ـ التصميم



    الـتـصـمـيـم
   أو التخطيط ،هو مرحلة مبدئية لتتبع مجريات القصة خطوة بعد خطوة دون ثغرات بواسطة مشاهد مرقمة ، مشهد بعد مشهد ، ويتراوح طول تصميم الفيلم حسب (سوان ) بين 7 و12 صفحة ، في حين يرى ( فال ) أن طوله 6 صفحات 1 .                                                                         
  ويقدم التصميم صورة واضحة عن مجريات أحداث القصة والأماكن والأزمنة والشخصيات بطريقة عملية تقتـرب من لغة السيناريو وذلك بواسطة القيام بترتيب أولي للمشاهد .                                  
   وينصح المختصون باستعمال بطاقات صغيرة منفصلة ، بطاقة لكل مشهد تلخص بإيجاز الحدث وعناصر المشهد ، كما تسمح بتغيير بعض المعـطيات داخل المشهد ، أو إعادة ترتيب المشاهد أو إدراج مشاهد جديدة يتطلبها التسلسل المنطقي والدرامي للأحداث 2.   
   ويحدد التخطيط ـ بالنسبة لـ (فال ) ـ الحقائق البارزة للسيناريو الوشيك ، ولا يحتاج أن يحتوي على الحقائق ولكن على ما يكفي لوصف قصة  كاملة دون ثغرات واهية ، وقد نضيف بعض العناصر المفتقدة فيما بعد ويمكن إبدال حقائق أخرى في المعالجة ، ولكن لا يمكن المبالغة في تقدير التخطيطة الأولى 3.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  
                                                                                                                                          Ecrire un scenario – Michel Chion – P204  -2-1
3 ـ يوجين فال ـ فن كتابة السيناريو ـ ص 216

الثلاثاء، 13 أكتوبر 2015

كتابة السيناريو ـ الجزء 2 ـ السينوبسيس


Synopsisالسـيـنوبـسـيـس 
   وهي كلمة يونانية ويمكن ترجمتها اشتقاقيا (بما يمكن تصفحه بلمحة عين) وفي فرنسا يستعمل للدلالة على الملخص المختصر للسيناريو والأحداث والشخصيات في ثـلاث صفحات بأسلوب غير مباشر ودون حوار 1.
     ويرى (هيرمان) بأن هناك سببا قاطعا لكتابة ملخص للموضوع  بهذه الطريقة :« لأن هذا ما سيفعله بالضبط الذين يقومون بتحليل القصة عند تقديم معالجتك أو السيناريو الكامل للأستوديو دون الالتزام بأي قيد أو شرط فعملهم هو قراءة كل شيء يقدم إليهم وضغط كل قصة إلى موضوع قصة أو فقرة واحدة بحيث يمكن لرئيس قسم القصة والمنتجين في الأستوديو قراءتها بسهولة وسرعة ... وحيث أن محلل القصة هو أول عائق لك في الأستوديو فمن الأفضل أن تكتب قصتك بحيث تصمد لتحليلاته المتمرسة ، وهو يبحث قبل كل شيء عن فكرة أساسية جيدة ، ثم يقيِّم التطور الحركي والمنطقي للفكرة ، ويركز في الحال على نقطة الضعف في القصة ، ولذلك تأكد من سد كل ثغرات القصة » 2 .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1  -                                                         Ecrire un scenario – Michel Chion – p  204     
  2 ـ لويس هيرمان ـالأسس العملية لكتابة السيناريو ـ ترجمة مصطفى محرم ـ ص 34     



                                 

الاثنين، 12 أكتوبر 2015

كتابة السيناريو ـ الجزء 1 ـ فكرة القصة


    ينصح المختصون بإتباع مجموعة من الخطوات الإجـرائية أثناء كتابة السيناريو ، لأن الكتابة السينمائية  ـ حسب فال ـ ليست فنا إبداعيا فقط ولكنها أيضا حرفة ولمعرفة كيفية كتابة سيناريو يجب على القارئ أن يكتسب معرفة بالحرفة ، ويرى بأنه إذا كان لا يُمكن تدريس الفن فإن التقنية أقل تجريدا ويمكن إيصالها من شخص لآخر، كما يرى أنه بدلا من الكتابة عشوائيا يجب أن نتمسك بالمنهج الذي نطور به القصة .
 فـكـرة الـقـصـة
    قد تكون القصة إنتاجا خالصا لكاتب السيناريو ، أو مقتبسة من عمل روائي أو مسرحي ، أو مقتبسة عن قصة واقعية مأخوذة من مقال صحفي أو رواية شفوية لأحد الأشخاص ، وفي هذه الحالة ـ أي الاقتباس ـ يرى ( هيرمان ) بأن كاتب السيناريو يحصل على فكرة الـقصة والمـلخص والـحبكة وتطور الشخصية ، ويكون عمله مجرد إعداد 2
                                                              
    أما ( فيلد ) فيعتبر أن :«  اقتباس السيناريو من رواية أو كتاب أو مسرحية أو مقالة هو أشبه بكتابة سيناريو أصلي » ، بمعنى آخر :« الرواية هي الرواية والمسرحية هي المسرحية والسيناريو هو السيناريو ، إن اقتباس سيناريو عن كتاب يعني تغيير الثاني (الكتاب) إلى الأول ( السيناريو) ، وليس مطابقة أحدهما للآخر ، إنهما ليستا رواية ومسرحية معـدتان لتكونا فيلمين سينمائيين ، بل هما شكلان مختلفان» 3.       
     إن السيناريو المقتبس عن شكل سردي آخر غير مطالب بالالتزام الحرفي والانضباط التام لصيرورة الأحداث والوقائع كما وردت في العمل الأصلي لأن متطلبات السرد الفيلمي تحتم الخضوع لضوابط سردية مخالفة ، وهكذا يمكن أن نزيل اللبس النابع :« من فكرة تبعية السينما السردية للنماذج الروائية والمسرحية ، لأنها فكرة تستند على سوء فهم مضاعف :                            
أ ـ إنه فهم يقصي فكرة كون السينما ذات طبيعة مميزة ، ذات خصوصية ولا ينبغي خلطها بلغات وأشكال أجنبية .                                                                                               
ب ـ إنه أيضا فهم ينسى كون السينما قد أنشأت أدواتها الخاصة وأشكالها وهي تحاول أن تحكي قصة وتجعلها مدركة من طرف المتفرج . من هنا تكون الرواية أو المسرحية أو الفيلم أشكالا متباينة ومختلفة للحكي ، لكل شكل شروطه وأدواته وطبيعة تبنينه ، قد تكون هناك تقاطعات ولكن لا ينبغي أن نفهم على أنها استعارة أو اقتراض بين الأشكال ، فالممثل يوجد في المسرحية ويوجد في الفيلم ، ولكن تبنينه في المسرحية يختلف كلية عن تبنينه في الفيلم »4.                                                             
  والرأي نفسه نجده عند ( فرانسيس فانوي ) الذي يعتبر أن التصور الذي يرى أن على الفيلم المقتبس من رواية عليه أن يظل أمينا مخلصا للنص الروائي أمر عبثي ينم عن جهـل بشروط كل منهما 5.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 1ـ يوجين فال ـ فن كتابة السيناريو ـ ترجمة مصطفى محرم ـ ص ص ص  211 ـ 212  ـ 213  
 2 ـ لويس هيرمان ـالأسس العملية لكتابة السيناريو ـ  ترجمة مصطفى محرم ـ ص 24   
 3 ـ  سيدني فيلد ـالسيناريو ـ ترجمة سامي محمد ـ ص 159
 4 ـ السرد الفيلمي ـ عبد الرزاق الزاهير ـ ص ص 24 ـ 25 
 5 ـ                                                                            
                                                     Francis Vanoye _ Récit écrit Récit filmique



الأحد، 11 أكتوبر 2015

كتابة اليسناريو


  السيناريو شكل من أشكال الحكي المتعددة والمتنوعة  ، وعلاقته بالحكاية هي علاقة إظهار، أي إعطاء الحكاية شكلا معينا لكي نوصلها للآخرين ، فنفس الحكاية التي نقدمها من خلال السيناريو قد تقدم من خلال نص مسرحي أو نص روائي ، أو من خلال سرد شفوي لأحداثها ...
  والسيناريست ليس مجبر دائما على أن يبدع حكاية من خياله ، بل يمكنه أن يعتمد على الاقتباس مع التبديل في أحداث النص الأصلي وأحيانا يتفوق النص المقتبس على النص الأصلي ، لقد قرأت رواية ( لن أعيش في جلباب أبي ) [لإحسان عبد القدوس] وشاهدت المسلسل الذي قام [مصطفى محرم] باقتباسه عن هذه الرواية ، لقد استطاع هذا الأخير التفوق على النص الروائي بإضافات وتغييرات في أحداث الحكاية الأصلية .
  ما أريد قوله أنه إذا كان السيناريست عاجزا عن إبداع حكاية من خياله ، فعليه أن يبحث في الحكايات التي يسمعها يوميا ، أو يقرأها في الجرائد ، وبعملية مزج بين أحداث متعددة من حكايات مختلفة يمكنه أن يبدع سيناريو متميز .
  لكن عليه أن يتبع الطريقة المعتمدة في كتابة السيناريو خطوة خطوة ، إن طريقة كتابة السيناريو مباشرة هي طريقة خاطئة سواء قبلنا ذلك أم رفضناه ، فلابد أولا من كتابة ملخص للحكاية نضع فيه تصورنا وتخيلاتنا لأحداثها من البداية حتى النهاية ، ثم ننتقل بعد ذلك لكتابة المعالجة ، ثم السيناريو.