رصد الفنية والثقافية: ديسمبر 2015

الخميس، 17 ديسمبر 2015

قصيدة الفرزدق في مدح الإمام علي ابن الحسين زين العابدين



    
قصيدة الفرزدق في مدح 
الإمام علي ابن الحسين زين العابدين 
كان هشام بن عبد الملك في الحج برفقة حاشيته وحراسه وعلية القوم من أهل الشام ، و كان معهم الشاعر الفرزدق و في تلك السنة كان البيت الحرام مكتظاً بالحجاج ، ولم يفسح لهشام المجال للطواف فجلب له متكأ يتكئ عليه في انتظار أن يخف الزحام ، وعندما قدم الإمام علي ابن الحسين زين العابدين  انشقت له صفوف الناس حتى أدرك الحجر الأسود فأثار المشهد حفيظة هشام بن عبد الملك ولما سأله أحد مرافقيه من أهل الشام عن هوية ذلك الشخص الذي يبجله الناس كل هذا التبجيل أنكر هشام معرفته به  خشية أن ينبهر به أهل الشام مع أنه كان يعرفه جيدا ،فلم يتمالك الشاعر الفرزدق من كتم تبجيله واحترامه العميقين للإمام علي ابن الحسين فقام أمام هشام بن عبد الملك مرتجلاً  هذه  القصيدة التي أصبحت من أحسن ما قيل في المدح :

       يا سائلي أيـــن حل الجود والكرم         ۝          عــنـــدي بـــــيان إذا طــــلابه قدموا

        هذا الذي تعـــرف البطحاء وطأته       ۝          والبــيت يعــرفه والحــل والحـــــرم

        ‏هــذا ابــن خــــير عــباد الله كلهـــــــــــــــــم         ۝         هــــذا التــــقي النــقي الطاهر العلم‏

        هــــذا الـــذي أحمد المختار والده         ۝      صلى عــــليه إلهـــي ما جرى القلم

        ‏لو يعــلم الركن من قد جاء يلثمه     ۝          لخر يلثــــم منــــه مـوطــئ الـــــقدم‏

        هــــذا عــــلي رســــول الله والــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــده       ۝        أمســــت بــــنور هــداه تهتدي الأمم‏

       هــــذا الــــذي عـمه الطيار جعفــــــــــــــــر       ۝        والمقــــتــــول حــمزة ليث حبه قسم

       هــــذا ابـن سيدة النسوان فاطمة        ۝       وابــــن الــوصي الذي في سيفه نقم‏

      إذا رأتــــه قــــريش قــــال قائلهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا      ۝        إلــــى مكــــارم هــــذا ينــتهي الكرم‏

      يكــــاد يمســــكه عـــرفان راحتـــــــــــــــــــــــــــــــه         ۝          ركــــن الحــــطيم إذا ما جـاء يستلم‏

     وليــــس قـــولك من هذا بضائــــــــــــــــــره          ۝       العرب تعــــرف مـــن أنكرت والعجم‏

     ينمي إلى ذروة العز التي قصـــــرت          ۝       عــــن نيلها عــــرب الإسلام والعجم

     يغـضي حياء ويُغضى من مهابته          ۝       فمــا يكــــلم إلا حــــين يــــبــــتســــم‏

     ينجاب نور الدجى عن نور غرته          ۝      كـالشمس ينجاب عن إشراقها الظلم‏

     بكــــفه خــــيزران ريحــــه عــبــــــــــــــــــــــــــــــــــــق          ۝       مــــن كــــف أروع في عرنينه شمم‏

     مــــا قــــال لا قــــط إلا في تشهــــــــــــــده            ۝       لــــولا التــــشهد كــــانت لاؤه نــــعم‏

      مشتــــقة مــــن رســول الله نبعته             ۝      طــــابت عــــناصره والخــيم والشيم‏

      حــــمال أثــــقال أقـــوام إذا فدحوا          ۝      حــــلو الشمــــائل تحــــلو عـنده نعم‏

     إن قــــال قـــال بما يهوى جميعهم           ۝       وإن تكــــلم يــــوما زانــــه الــــكـلم‏

     هــــذا ابــن فاطمة إن كنت جاهله         ۝        بجــــده أنبــــياء الله قــــد خــــتــموا

     الله فضــــله قــــدما وشــــرفــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه       ۝        جــــرى بــــذاك لــــه في لوحه القلم

     ‏مــــن جــــده دان فضل الأنبياء له           ۝         وفــــضل أمــــتــه دانــــت لهـا الأمم‏

    عــــم البــرية بالإحسان وانقشعت           ۝        عــــنها العــــماية والإملاق والظلم‏

    كلتــــا يديــــه غــــياث عـم نفعهمــــــــــــــــــــا            ۝        يستو كفــــان ولا يعــــروهما عــــدم

   ‏سهــــل الخليـــقة لا تخشى بوادره              ۝         يزينــــه خصــــلتان الحــــلم والكرم
   لا يخــــلف الوعــــد ميـمونا نقيبته             ۝        رحــــب الفــــناء أريـــب حين يعترم

   من معــــشر حبهم دين وبغـــضهم             ۝         كفر وقــــربهم منجــــى ومعــــتصــم‏

   يستدفــــع الســوء والبلوى بحبهم             ۝        ويستزاد بــــه الإحــــسان والنعـــــم

   ‏مقــــدم بعــــد ذكــــر الله ذكــــرهـــــــــــــــــم             ۝        في كــــل فــــرض ومختــوم به الكلم‏

   إن عــــد أهــل التقى كانوا أئمتهم              ۝        أو قيـل من خير أهل الأرض قيل هم

   لا يستــــطيع جــــواد بعـــد غايتهم               ۝         ولا يــــدانيهم قــــوم وإن كــــرمـــوا

   هــــم الغــــيوث إذا ما أزمة أزمت               ۝        والأسد أسد الشـرى والبأس محتدم

   يأبــــى لهـــم أن يحل الذم ساحتهم            ۝        ‏خــــيم كــــريم وأيــــد بالنــدى هضم‏

    لا يقـــبض العسر بسطا من أكفهم       ۝        سيــــان ذلك إن أثـــروا وإن عدموا

    إن القبائل ليســــت فــــي رقـــابهـــــــــــــــم            ۝         لأوليــــة هــــذا أو لــــه نــــعــــــــم

   من يعــــرف الله يعــــرف أوليـــــــــــــــة ذا            ۝        ‏ فالدين مــــن بــــيت هـذا ناله الأمم

   بــــيوتهم فـــي قريش يستضاء بهــــــــــــا            ۝        فـي النائبات وعند الحكم إن حكموا

   فجــــده مــــن قـــريش في أرومتهـــــــا                 ۝        محــــمد وعــــلــــي بعــــده عــــلـم

   ‏بــــدر لــــه شاهد والشعب من أحد           ۝       والخندقــــان ويـوم الفتح قد علموا

   وخيــــبر وحنــــين يشــــهدان لــــه                ۝       وفي قريظــــة يــــوم صيــــلم قـــتم

  ‏مواطــــن قــــد عــــلت في كل نائبة                 ۝      عـــلى الصحابة لم أكتم كما كتموا

الاثنين، 14 ديسمبر 2015

كتابة السيناريو : التشويق



       السيناريو هو شكل من أشكال الحكي ، وكل إنسان له القدرة على الحكي ، بل أكثر من ذلك الناس لا تستطيع أن تتوقف عن الحكي ، فنحن نمارس الحكي حين نحكي عن ما يقع لنا سواء في العمل أو في المنزل حين نحكي عن همومنا وعن مغامراتنا المختلفة ...
   لكن هناك حكي مشوق وحكي غير مشوق وتتحدد درجة التشويق من خلال درجة اهتمام المتلقي بما نحكيه سواء كان هذا المتلقي صديق يجلس بجانبك أو مجموعة أصدقاء أو مجموعة من الناس أو مجموعة من المتلقين المفترضين وهم أولئك الذين نخاطبهم من خلال وسيط .
   ونحن نربط التشويق بالحكي أساسا وليس بالحكاية ولابأس أن نذكر بالعناصر الثلاثة المكونة للخطاب الحكائي ( حكاية ، حكي ، شكل حكائي ) .
  الحكاية  : عنصر مجرد لابد لها من شكل توضع فيه و أحداثها تجري في الواقع أو ـ في واقعها الافتراضي ـ وفق خط زمني محدد هي وحدها من لها القدرة على تحديد مساره وترتيبه ( يمكن التعرف أكثر من خلال الموضوع التالي  : زمن الحكي وزمن الحكاية )
  الحكي  : هو الطريقة التي نرتب بها أحداث الحكاية لإضفاء عنصر التشويق والمتعة عليها فقد نخفي معلومات عن المتلقي أو أحداث رغبة في إثارة اهتمامه  ، إذن فنحن نتلاعب بالخط الزمني الأصلي للحكاية ونعيد ترتيبه وفق ما نراه ملائما لشد انتباه المتلقي .
  الشكل الحكائي : هو القالب الذي نضع فيه حكايتنا : رواية ، حكي شفوي ، سيناريو ... وكل قالب نختاره لكي نضع فيه حكايتنا نحن ملزمون بالخضوع لشروطه وقواعده التقنية .
  التشويق إذن مرتبط بالحكي لأنه العنصر الذي نتلاعب فيه بالسيرورة الزمنية لأحداث الحكاية ، وسنقدم هذا المثال البسيط عن حكاية الجريمة  ـ أي جريمة ـ فالأحداث تسير وفق الترتيب التالي : النية في ارتكاب الجريمة ، التخطيط ، التنفيذ ، اكتشاف الجريمة ، البحث عن المجرم ، الإيقاع به ... فالأحداث لا يمكنها أن تسير إلا وفق هذا الترتيب في واقع الحكاية ، لكن من خلال الحكي قد نبدأ باكتشاف الجريمة ثم البحث عن المجرم ... أو نبدأ بالإيقاع بالمجرم الذي يبدأ يحكي عن كيفية ارتكابه للجريمة .
  إذن علينا أن نقوم أولا بترتيب أحداث الحكاية ، ثم نختار ما الذي ينبغي أن نقدمه وما الذي ينبغي أن نؤخره لنمنح حكايتنا التشويق والمتعة . 

                                             كتاب موضوع السيناريو PDF



                                               للقراءة   اضغط هنا